هيئة علماء بيروت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> تعريف (5)
---> بيانات (87)
---> عاشوراء (117)
---> شهر رمضان (119)
---> الامام علي عليه (48)
---> علماء (24)
---> نشاطات (7)

 

مجلة اللقاء :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

---> فقه (15)
---> مقالات (202)
---> قرانيات (75)
---> أسرة (20)
---> فكر (127)
---> مفاهيم (205)
---> سيرة (83)
---> من التاريخ (30)
---> مقابلات (1)
---> استراحة المجلة (4)

 

أعداد المجلة :

---> الثالث عشر / الرابع عشر (12)
---> العدد الخامس عشر (18)
---> العدد السادس عشر (17)
---> العدد السابع عشر (15)
---> العدد الثامن عشر (18)
---> العدد التاسع عشر (13)
---> العدد العشرون (11)
---> العدد الواحد والعشرون (13)
---> العدد الثاني والعشرون (7)
---> العدد الثالث والعشرون (10)
---> العدد الرابع والعشرون (8)
---> العدد الخامس والعشرون (9)
---> العدد السادس والعشرون (11)
---> العدد السابع والعشرون (10)
---> العدد الثامن والعشرون (9)
---> العدد التاسع والعشرون (10)
---> العدد الثلاثون (11)
---> العدد الواحد والثلاثون (9)
---> العدد الثاني والثلاثون (11)
---> العدد الثالث والثلاثون (11)
---> العد الرابع والثلاثون (10)
---> العدد الخامس والثلاثون (11)
---> العدد السادس والثلاثون (10)
---> العدد السابع والثلاثون 37 (10)
---> العدد الثامن والثلاثون (8)
---> العدد التاسع والثلاثون (10)
---> العدد الأربعون (11)
---> العدد الواحد والاربعون (10)
---> العدد الثاني والاربعون (10)

 

البحث في الموقع :


  

 

جديد الموقع :



 شَهْرَ اللّهِ وعطاءاته

  من فضائل الصيام وخصائصه العظيمة

 الصوم لي وأنا أجزي به

 لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان

  المسارعة الى اقتناص الفرص

 من وظائف وامنيات المنتظرين للامام المهدي (عج)

 الدعاء لإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف

 شعبان شهر حَفَفهُ  الله بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ

 الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام (38-95 هـ)

 من آثار الامام زين العابدين عليه السلام وفيض علمه

 

الإستخارة بالقرآن الكريم :

1.إقرأ سورة الاخلاص ثلاث مرات
2.صل على محمد وال محمد 5 مرات
3.إقرأ الدعاء التالي: "اللهم اني تفاءلت بكتابك وتوكلت عليك فارني من كتابك ما هو المكتوم من سرك المكنون في غيبك"

 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • أرشيف كافة المواضيع
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا
 

مواضيع عشوائية :



  بصيرة فى قلب

 علماء قدوة ... ومواقف رسالية للعلماء...

 حول علم الكلام وعلاقته بالفلسفة

 شخصية النبي الاكرم محمد ( ص ) وبعض صفاته ومآثره على  لسان امير المؤمنين عليه السلام

  أحكام الشرع الحنيف بين ظاهر الانسان وباطنه

 قيم تربويـّة واجتماعيـّة في شهر رمضان الكريم : حسن الخُلُق.

 بيعة امير المؤمنين (عليه السلام).... في الدلالة والوقائع

 السلام على الحسين (ع)

 هيئة علماء بيروت تدين مؤتمر التطبيع مع العدو الصهيوني

 أقرب الطرق إلى معرفة الله

 

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2

  • الأقسام الفرعية : 17

  • عدد المواضيع : 1169

  • التصفحات : 7020697

  • التاريخ : 19/03/2024 - 06:39

 

 

 

 

 
  • القسم الرئيسي : هيئة علماء بيروت .

        • القسم الفرعي : شهر رمضان .

              • الموضوع : معركة بدر الكبرى الحدث .

معركة بدر الكبرى الحدث

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ إبراهيم نايف السباعي

معركة بدر الكبرى الحدث

تمهيد

عندما نستعرض حياة النبي صلى الله عليه وآله نجد أنها مرت بمرحلتين مكية ومدنية؛ والمكية كانت تتسم باللآعنف ولا قتال، بل بالهدوء والصبر والتحمل حتى استطاع صلى الله عليه وآله أن يذهب بالإسلام والمسلمين إلى منطقة آمنة مطمئنة مستقرة، حيث كانت هجرة المسلمين إلى الحبشة بقيادة جعفر بن أبي طالب (الطيَّار) ابن عم النبي صلى الله عليه وآله، فكانوا بسلام وأمان. ثم الهجرة الثانية التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم إلى المدينة المنورة (يثرب) حيث الأمن والأمان.

بداية معركة بدر الكبرى

بدأت معركة بدر الكبرى بعد أن هاجر المسلمون عن مكة إلى المدينة، وتركوا وراءهم الكثير من الأموال والأرزاق المنقولة وغير المنقولة، والتي تقدر بالآلاف من الدراهم والدنانير وقطع من الذهب والفضة، خلّفوها وراءهم هروباً من أذى قريش، وتسلط قادتها وزعمائها على مكة وشُعَبِها، فعندما هاجر المسلمون من مكة، قام زعماء الشرك والكفر بمصادرة جميع تلك الممتلكات وغصبوها، حيث ضموها إلى أموالهم ظلماً وعدواناً.

اشتكى المسلمون إلى النبي صلى الله عليه وآله مصادرة زعماء قريش لأموالهم، فكان النبي صلى الله عليه وآله يهدئهم ويعدهم خيراً، أن تلك الأموال ستعود إليهم عاجلاً أو آجلاً، وهذا ما وعدني ربي، حاول النبي صلى الله عليه وآله بشتى السبل إرجاع الأموال، مرة عن طريق التفاوض شبه المباشر، من خلال وسيط كالتجار أو أصدقاء للطرفين كالشعراء وغيرهم، وقد باءت كلها بالفشل ولم يجد النبي صلى الله عليه وآله إلا باباً مسدوداً، لتعنّت زعماء قريش.

مرت الأيام حتى سُنحت لهم الفرصة، لاسترداد كل تلك الأموال أو جزء منها، حيث سمع النبي صلى الله عليه وآله من خلال التجار، ومن حديث الناس والأخبار المتناقلة بينهم؛ أن زعماء قريش قد جهّزوا قافلة، تحمل أموالهم والأموال التي سرقوها وغصبوها من المسلمين، وأن القافلة تتجه إلى بلاد الشام مروراً بطريق القوافل المحاذية لسيف البحر من المدينة، تأكدت المعلومات لدى النبي صلى الله عليه وآله أن القافلة انطلقت بقيادة أبي سفيان.

انتظر صلى الله عليه وآله عودتها من بلاد الشام، فأرسل سرية تراقب الطريق وسير القوافل وترصدها، لكن أبا سفيان من خلال معرفته بتلك الأراضي وحنكته، استشعر بوجود عيون النبي صلى الله عليه وآله ترصده وتراقبه، فاتخذ طريقاً آخر لا يعرفه المسلمون إلى مكة، وأرسل في نفس الوقت من يحذر وينبه زعماء قريش من الخطر الذي يحيك بالقافلة، وليجدوا حلاً ينقذون فيه أموالهم وتجارتهم من أيدي محمد وجماعته.

تخلصت القافلة من أيدي المسلمين، ونجت من الخطر لكن مبعوث أبي سفيان وصل إلى مكة وأخبرهم بالخطر الذي يداهم قافلتهم، فاعلنوا التعبئة العامة وهبوا بكل ما لديهم من قوة، فجمعوا الرجال والعتاد والأسلحة واتجهوا نحو مكان القافلة، لكن أبا سفيان التقى بهم وطمأنهم أن القافلة أصبحت في أمان وسلامة، وأنه استطاع الإفلات من جماعة محمد، لكن أبا جهل وعدداً من زعماء قريش أبوا وأصروا على القتال، وذلك أن الفرص التي فاتتهم في مكة للتخلص من محمد كانت كثيرة، أما اليوم فقد جاءت الفرصة على طبق من ذهب ولن تتكرر، فلنقتل محمداً وجماعته في الصحراء فلا يطالبن بدمه أحد من القبائل، لكن المعركة انتهت بفوز المسلمين، فقتلوا سبعين رجلاً من المشركين وأسروا سبعين رجلاً منهم ما عدا الغنائم، واستشهد من المسلمين ما يقارب الأربعة عشر رجلاً.

نقاط لا بد من الحديث عنها:

  1. الغزوات والحروب قبل الإسلام

عاشت القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، يحكمها عنصر القوة في الجاهلية، فالقبيلة القويّة تغزو القبائل الأقل قوةً، وتنهب ممتلكاتها وتشرّد أفرادها، كما أنّ القبيلة القوية تستحوذ على مساحات واسعة من المراعي لمواشيها كما تتحكم بمصادر المياه، أو من أجل الانتقام

ومعنى الغزوة في اللغة اسم، وجمعها: غَزَوات، وغَزْوات، والغزوة مصدر مرّةٍ؛ غزوة بدر؛ أي: معركة بدر، ويُقال: غَزَوات الرّسول صلّى الله عليه وآله؛ أي: معاركه، ويُقال: غَزَا الشيءَ غَزْواً؛ أي: أَراده وطلبَه، ويُقال: غَزَوْتُ فلاناً أغْزوهُ غَزْواً، والغَزْوة تُطلَق على ما يُغْزى ويُطلَب.

وأما اصطلاحاً: فهي الجيش الذي يخرج من بلاده أو موطنه؛ قاصداً قتال أهل الكفر ومواجهتهم، وقد كان النبيّ صلّى الله عليه وآله قائداً ومُشاركاً في العديد من الغزوات، وغزوات النبي صلى الله عليه وآله تختلف عن تلك الغزوات والفتوحات التي قام بها المسلمون بعده.

والغزوة بالمعنى الجاهلي هو: هجوم قبيلة على أخرى ذات صلة قرابة أم لا، بلاً ضوابط أو قوانين معينة أو أخلاقيات إنسانية، يُشن الهجوم بلا رحمة ولا شفقة ولا أدنى حظ من القيم، وأما ما الهدف منه؟ الهدف قتل الرجال وخطف النساء وسبيها، وسرقة الأطفال ـ لتباع بعدها في سوق النخاسة ـ، وحرق البيوت وسرقة محاصيلهم وطعامهم وكل ما يملكون.

هل يا تُرى قد فعل النبي صلى الله عليه وآله شيئاً من هذا في حياته؟ أو في معاركه، وهل حصل شيء من هذا في فترة خلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام؟ الجواب: كلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله قد بُعث بمكارم الأخلاق، ولرفع الأغلال التي وضعتها الناس عليها دون وجه حق، وهذه الأشياء تتنافى مع أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله، والقيم التي جاء بها والأخلاق الحميدة، والمبادئ التي علمنا إياها.

نعم، قام بعضُ الحكام والسلاطين بغزوات، تجاوزوا فيها التعاليم الإلهية والتوجيهات والارشادات النبوية، حيث كان فساد وقتل وسفك للدماء واغتصاب النساء وسبيهن، وحرق البيوت والمدن دون وجه حق، وكل ذلك كان يتم تحت عنوان: غزوات المسلمين وفتوحاتهم، والإسلام من ذلك براء.

 

وصايا النبي لقادة جيوشه

هارون بن مسلم، عن مسعدة ابن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا أراد أن يبعث أميراً على سرية، أمره بتقوى الله عزَّ وجلَّ في خاصة نفسه، ثم في أصحابه عامة، ثم يقول: اغزوا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله ولا تغدروا، ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، ولا متبتلا في شاهق، ولا تحرقوا النخل، ولا تغرقوه بالماء، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تحرقوا زرعاً؛ لأنكم لا تدرون لعلكم تحتاجون إليه، ولا تعقروا من البهائم ما يؤكل لحمه، إلا ما لا بد لكم من اكله، وإذا لقيتم عدواً من المشركين، فادعوهم إلى إحدى ثلاث، فإن هم أجابوكم إليها، فاقبل منهم وكف عنهم، ادعوهم إلى الاسلام وكف عنهم.. تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي ج ٦ ص ١٣٩

 

وقفة مع الذات

ما انتشر الإسلام إلا بالكلمة الطيبة، والسلوك الحسن الجميل، لذا نجد معظم الدول التي دخلها الإسلام كأفريقيا أو أمريكا اللاتينية وأوروبا، إنما أسلمت من خلال معاملات التجار المسلمين، وتطبيقهم للشريعة السمحاء معهم مع أنهم كفار أو وثنيون، ذلك؛ لأن الإسلام أمرهم بهذا الخلق الحسن بلا فرق بين إنسان وإنسان.

إذن: ليس للنبي صلى الله عليه وآله، ولا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من غزوات أو فتوحات، بهذا المعنى الذي يتم من خلاله، سرقات واغتصاب نساء أو سبي أمم، وخطف أطفال تحت هذه العناوين المضللة.

لقد تجسد المدد الإلهي الكامل الواضح البين، في كل المعارك التي خاضها صلى الله عليه وآله والمسلمين؛ دفاعاً عن الإسلام والعرض والأرض، ولكنه كان أوضح وأبين في معركة بدر الكبرى، وإذا ما قارنّاها بغيرها من الأحداث، نجد الإمدادات الإلهية واضحة فيها وبيّنة.

بدر الكبرى قصة تاريخ

في الفترة التي عاشها النبي صلى الله عليه وآله إن في مكة أو المدينة والتي مجموعها 23 سنة، لم يخرج النبي صلى الله عليه وآله فيها لقتال أحد ولا غزو أحد(بالمعنى الجاهلي الذي لا علاقة له بالإسلام)، وما قام به النبي صلى الله عليه وآله لا يعدو كونه دفاعاً عن نفسه وعن المسلمين وعن أموالهم وأرزاقهم، فمعركة بدر كانت لاسترداد أموال غصبوها وسرقوها، وكان النبي صلى الله عليه وآله يحاول استردادها، فالقتال الذي كان يدور بين المسلمين وبين الكفار والمشركين، إنما كان يتم تحت عنوان معركة ومعارك، أما غزوة وغزوات فهي لم تحصل من قبل النبي صلى الله عليه وآله أو المسلمين بالمعنى الجاهلي(شن هجوم يقتل فيه الرجال والأطفال والنساء وكل ما يدب على الأرض) نعم، قام المشركون والكفار بالغزو، وحاولوا غزو المدينة وأرض المسلمين مرات عديدةً، ولكن فشلت كل غزواتهم؛ فشلت بقدرة الله تعالى وعزيمة النبي صلى الله عليه وآله ودفاع المسلمين.

نعم، قام مشركو مكة بغزو المدينة في معركة بدر، فطحنهم المسلمون بقدرة الله ونصره، وقام الكفار والمشركون في غزو المدينة مرة أخرى في معركة أُحد فانهزموا، واجتمع زعماء العرب والمشركين لغزو المدينة ثالثة في غزوة الاحزاب (الخندق)، فهزمهم الله بيد النبي صلى الله عليه وآله والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والمسلمين.

وعليه، لا يصح وصف ما قام به النبي صلى الله عليه وآله والمسلمين، من قتال كدفاع عن النفس والأعراض والأرزاق بغزوات، فنساوي بين السارق القاتل الغاصب وبين المدافع والحامي.

 

تجسد الدعم الإلهي في معركة بدر

 

جيش الإسلام في معركة بدر الكبرى

فارس واحد ـ وهو المقداد بن الأسود، سبعون جملاً، ستة سيوف، ثمانية دروع، وعدد بسيط من الرماة، ثلاثمائة وثلاثة عشر مقاتل.

جيش الكفر:

400 فارس، جمال كثيرة، سيوف كثيرة، دروع كثيرة، ألف مقاتل.

لكن تشاء الإرادة الإلهية أن تنتصر تلك القلة المؤمنة، ليصدح صوت الانتصار عالياً في كل أرجاء الجزيرة العربية، بل وحتى في أنحاء البلاد المحيطة بهم من بلاد فارس وروما والحبشة.

فقد مدَّ الله تعالى المسلمين بالأرض التي وصلوا إليها لتتناسب مع المعركة(فكانت بداية النصر)، فكانت مميزة للقتال وللانتصار، قال تعالى: {إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ}الانفال/42، وبعث الرياح وأنزل المطر في تلك الليلة لتعيق تحرك الفرسان الـ 400، وبذلك شُلت حركتهم ولم يعودوا بنفع للكافرين، قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ}الانفال/11، وسلّط على المسلمين النّعاس؛ كي يتمكنوا من الوقوف ويصمدوا في المعركة، قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ}الانفال/11، والرؤية البصرية بأن يرى المسلمون الأعداء قلة ويرى الكفار المسلمين قلة، وكان هذا من ضمن نتائج النصر، قال تعالى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}الانفال/43ـ 44، ومن وسائل الدعم الإلهي، نشر الخوف والرعب في الأعداء إلى أن ظهر الانتصار بأبهى صوره، قال تعالى:{سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ}الانفال/١٢

 

مقارنة بين القلة والكثرة

إذا قام الإنسان بالحساب المادي، فلن تكون النتيجة سوى هزيمة القلة؛ لكن كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

قال تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَِليكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}البقرة/249 انتصر عليهم وتغلب عليهم بعدد من الحصى، فصرع نبي الله داود جالوت وهزم جنوده.

وقال تعالى: {أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}المجادلة/22

القوة الإيمانية تغلب دائماً قوى الشر التي يجمعها الشيطان، ويضعها في خدمة أوليائه، وهذه الآيات التي تبشر المؤمن.

قال تعالى: {ألا إن حزب الله هم الغالبون}المائدة/56

قال تعالى: {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}البقرة/38

قال تعالى: {أن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيمانا}آل عمران/173

 

تتبلور هذه القوى بالنتائج:

أولاً: على المستوى الإيماني، وتختلف طرق الدعم والمساندة من قبل الله تعالى للمؤمنين، منها:

ثبات القدم، قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا}الانفال/12

يدعمهم بالملائكة، قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ}الانفال/9

وطرق وأساليب القتال والدعم الإلهي تختلف، قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}الانفال/48

وأما لو اردنا المقارنة بين القوة الإيمانية والقوة الكافرة، ستكون النتيجة كالتالي:

القوة الإيمانية والمؤمنون: قائدهم الله الجبار{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا}، تمتلأ قلوبهم راحة وطمأنينة وسرور{الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ}الرعد/28، ولا يشعرون بالخوف ولا الحزن {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}يونس/62، دائمو النصر {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ}آل عمران:126، ولن يتخلى الله عن المؤمنين {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}62 الشعراء

 

وأما الكفار والمشركين والمنافقين، فالشيطان وليهم وقائدهم، يتخلى عنهم في أدنى مناسبة، حتى يوم القيامة عاجز عن مد يد المساعدة لأوليائه، دائمو الخوف والحزن؛ لأن من يبتعد عن الله فإن له معيشة ضنكا،  وحالهم دائمو الهزيمة.

قال تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}الحشر/16

قال تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}الانفال/48

قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ}الانفال/11

قال تعالى: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ، كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}المجادلة/19ـ 21

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/08   ||   القرّاء : 1952


 
 

 

 

تصميم ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

هيئة علماء بيروت : www.allikaa.net - info@allikaa.net