كلمات وردت في القرآن الكريم (س ر ف) الاسراف
كلمات وردت في القرآن الكريم (س ر ف) الاسراف
إعداد : الشيخ سمير رحال
من السلوكيات التي ذمها القرآن الكريم، وتوعد مرتكبيها بالعقاب سلوك (الإسراف).
وردت كلمة الإسراف وصيغها في القرآن الكريم ٢٣ مرة .
والصيغ التي وردت هي:
الفعل الماضي _ الفعل المضارع _ المصدر ورد مرتين _اسم الفاعل (ورد ١٥ مرة)
كما في قوله تعالى﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ غافر:٢٨
الإسراف لغة:
الإسراف مصدر أسرف يسرف وهو مأخوذ من مادّة (س ر ف) الّتي تدلّ على تعدّي الحدّ والإغفال للشّيء، تقول: في الأمر سرف، أي مجاوزة القدر.
قال الرّاغب: السّرف تجاوز الحدّ في كلّ فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر، ويقال تارة اعتبارا بالقدر (الكمّيّة) وتارة اعتبارا بالكيفيّة.
وقيل: السّرف ضدّ القصد، والسّرف الإغفال والخطأ، يقال: سرفت الشّيء إذا أغفلته وجهلته.
قالوا في تحديد الاسراف
الإسراف: هو صرف الشيء فيما لا ينبغي زائدًا على ما ينبغي.
الإسراف: هو إنفاق المال الكثير في الغرض الخسيس. وقيل تجاوز الحدِّ في النفقة.
_ هو أن يأكل الرجل ما لا يحلُّ له، أو يأكل مما يحل له فوق الاعتدال، ومقدار الحاجة.
_ هو ما جاوزت به أمر اللّه
_ ما أنفق في غير طاعة اللّه وإن كان قليلا»
الفرق بين الإسراف والتبذير
الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي
بخلاف التبذير؛ فإنه صرف الشيء فيما لا ينبغي
مظاهر الإسراف وأنواعه:
قال الرّاغب: الإنفاق ضربان: ممدوح ومذموم.
فالممدوح منه ما يكسب صاحبه العدالة، وهو بذل ما أوجبت الشّريعة بذله، كالصّدقة المفروضة والإنفاق على العيال ... الخ.
والمذموم ضربان:
إفراط وهو التّبذير والإسراف
وتفريط وهو التّقتير والإمساك، وكلاهما يراعى فيه الكمّيّة والكيفيّة.
فالأوّل من جهة الكمّيّة ومن جهة الكيفيّة
من جهة الكمّيّة أن يعطي أكثر ممّا يحتمله حاله.
ومن جهة الكيفيّة بأن يضعه في غير موضعه، والاعتبار هنا بالكيفيّة أكثر منه بالكمّيّة.
أمّا الثّاني: وهو التّقتير
فهو من جهة الكمّيّة أن ينفق دون ما يحتمله حاله
ومن حيث الكيفيّة، أن يمنع من حيث يجب، ويضع حيث لا يجب. المفردات للراغب (ص 230).
وليس الإسراف متعلّقا بالمال وحده، بل في كلّ شيء وضع في غير موضعه اللّائق . فقد وصف اللّه تعالى قوم لوط بالإسراف فقال: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (الأعراف/ 81) قد تركوا سبيل النساء واكتفوا بالرجال، ولتعديهم سبيل الفطرة والخلقة إلى غيره عدهم متجاوزين مسرفين فقال: «بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ».
ووصف فرعون بقوله: إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (الدخان/ 31) في فعل الشرور، وفي ارتكاب القبائح والذين تجاوزوا كل حد في الفساد والطغيان وأعمال الشر. والتعالي والتعاظم.
ولفظ (الإسراف) ورد في القرآن الكريم على معان:
والمعنى الرئيس الذي يدور حوله لفظ (الإسراف) إنما هو تجاوز الحد المشروع، فكل من تجاوز ما شرعه الله فهو مسرف، و(الإسراف) قد يكون بفعل المعاصي، وقد يكون بفعل الشرك، وقد يكون زيادة في فعل مباح أو مطلوب، وقد يكون نقصاً في فعل مطلوب.
1 الإسراف على الأنفس بالمعاصي والآثام
وتجاوز حدود الله بارتكاب ما حرم الله تعالى (العصيان) :
قال تعالى قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ الزمر 53
وقال الله تعالى رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا آل عمران 147
الإسراف هو كلّ تجاوز للحدود، سواء في الأقوال أم الأفعال، ولذلك استعملت في شأن المجرمين والعصاة المسرفين، كما في الآية .
والمعنى قل – أيها الرسول- لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي، وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم، إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت، إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده، الرحيم بهم.
2 آيات الإسراف فيها قرين الكفر:
كتكذيب النبوّات والانبياء ع
وقال رجل مّؤمن مّن ءال فرعون يكتم إيمنه أتقتلون رجلا أن يقول ربّى اللّه ... إنّ اللّه لايهدى من هو مسرف كذّاب غافر : 28
وقال الله تعالى﴿ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ ﴾طه: ١٢٧
وهكذا نعاقب مَن أسرف على نفسه فعصى ربه، ولم يؤمن بآياته
والشرك
تدعوننى لأكفر باللّه وأشرك به ما ليس لى به علم .. وأنّ المسرفين هم أصحب النّار. غافر 42 و43
_ وكما هو حال كفار قريش
قال الله تعالى﴿ أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ﴾الزخرف: ٥
والمعنى: أنعرض عنكم و نهملكم فلا نذكركم بالقرآن الكريم، ولا نرشدكم إلى هداياته. لأنكم أسرفتم وتجاوزتم الحدّ في الكفر والضلال وانكم مصرّون على الشرك وبسبب محاربتكم للحق، وإيثاركم الغي على الرشد؟!! لا نفعل ذلك لطفا ورحمة منا بكم...
ومنه قوله عز وجل: {وأن المسرفين هم أصحاب النار} (غافر:43)
فهم مسرفون في إفراط كفرهم بالرب الذي دعا إليه موسى، ومسرفون فيما يستتبعه ذلك من المعاصي والجرائم
الإسراف في العلو والتكبر
كحال فرعون الذي استكبر هو وقومه عن الإيمان بالله وتصديق رسله، بل علا في الأرض
قال الله تعالى ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾القصص: ٤
وقد تجاوز كل الحدود في الكبر والعتو
قال الله تعالى ﴿ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ يونس: ٨٣
وادعى الإلهية وأمر الناس بعبادته
قال الله تعالى﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴾النازعات: ٢٤
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي ﴾القصص: ٣٨
3 الإسراف في المال ومتعلقاته
آيات الإسراف فيها واقع في المال وفي سياق النهي عنه
قال تعالى كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ الأنعام 141
كلوا مِن ثمره إذا أثمر، وأعطوا زكاته المفروضة عليكم يوم حصاده وقطافه، ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في إخراج المال ولا تسرفوا بالأكل، أو الإنفاق أو الإتلاف أو وضعه فيما حرّم عليكم، فالإسراف لا يحبّه اللّه، فهو لا يحبّ المسرفين. وما لا يحبّه اللّه لا خير فيه.
روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام عن قول اللَّه عز وجل: وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ فقال: كان فلان ابن فلان الأنصاري سماه و كان له حرث، و كان إذا أجذّ يتصدق به و بقي هو وعياله بغير شيء فجعل اللَّه، ذلك سرفا.
وقال الله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ الأعراف 31
أي كلوا واشربوا من الطيبات المستلذات، ولا تسرفوا فيها، بل عليكم بالاعتدال من غير تقتير ولا إسراف، ولا بخل ولا زيادة إنفاق، ولا تجاوز الحلال إلى الحرام في المأكل و المشرب. إن الله لا يحب المتجاوزين المسرفين في الطعام والشراب وغير ذلك.
وكما في قوله تعالى : وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا ....النساء: 6
والإسراف في الأصل تجاوز الحد المباح إلى ما لم يبح. وربما كان ذلك في الإفراط وربما كان في التقصير. وبِداراً مفاعلة من البدر وهو العجلة إلى الشيء والمسارعة إليه.
والمعنى: أيها الأولياء والأوصياء لا تأكلوا اموال اليتامى مسرفين وبالتعدي ولا تتجاوزوا في أكلكم من مال القاصر الحد المباح لكم، لأن الولي يجوز له أن يأكل من مال القاصر، شريطة أن يكون فقيرا. ولا مبادرين بالأخذ خشية أن يكبروا (وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا). فقد يبادر الولي ويستعجل ببعض التصرفات في أموال اليتيم مخافة أن يكبر، وينتزع أمواله من الولي، فنهى اللّه سبحانه عن مثل هذا التصرف الذي تعود فائدته على الولي، لا على القاصر.
قوله تعالى : يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ الأعراف: 31
والمأكل والمشرب من الأمور المباحة لأن فيها مقومات الحياة، وكل واشرب على قدر مقومات الحياة ولا تسرف، فقد أحل اللّه الأكثر وحرّم الأقل، فلا تتجاوز الأكثر الذى أحلّ لك إلى ما حرم اللّه؛ لأن هذا إسراف . وإذا كان الأكل والشرب مطلوبين من موقع الحاجة، فمن الطبيعي أن تتقدر الحاجة بالمقدار الذي يحقق الاكتفاء للجسد، ولهذا جاء النهي عن الإسراف في الأكل والشرب . عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام أنه قال: «ليس في ما أصلح البدن إسراف، إنما إسراف في ما أفسد المال وأضرّ بالبدن».
وقيل في الآية ثلاثة تأويلات:
أحدها: لا تسرفوا في التحريم.
والثاني: معناه لا تأكلوا حرامًا فإنَّه إسراف.
والثالث: لا تسرفوا في أكل ما زاد على الشبع فإنَّه مضرّ
عن الامام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) : " إن الله يبغضُ القيلَ و القال ، و إضاعة المال ، وكثرة السؤال . وإضاعة المال: هو صرفه في غير وجوهه الشرعية، وتعريضه للتلف.
3 في سياق النهي عن الإسراف في القصاص:
- كما في قوله تعالى : وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً الإسراء: 33
فكل من قتل دون أن يأتي بجناية تستوجب القتل فقد قتل ظلما، وقد جعل اللّه لوليه سلطانا، فله الحقّ في قتل القاتل أو أخذ الدية منه، ونهاه عن الإسراف في القتل، ووعده بأنه منصور.
والنهي عن الإسراف في القتل هنا شامل ثلاث صور:
الأولى- أن يقتل اثنين أو أكثر بواحد، كما كانت العرب تفعله في الجاهلية.
الثانية- أن يقتل بالقتيل واحدا فقط ولكنه غير القاتل.
الثالثة- أن يقتل نفس القاتل ويمثل به؛ فإن زيادة المثلة إسراف في القتل أيضا.
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن (ع) ان اللّه عز وجل يقول في كتابه: «وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» فما هذا الإسراف الذي نهى اللّه عنه؟ قال: نهى ان يقتل غير قاتله، او يمثل بالقاتل، قلت: فما معنى قوله: إنه كان منصورا؟ قال: وأي نصرة أعظم من ان يدفع القاتل الى اولياء المقتول فيقتله ولا تبعة تلزمه من قتله في دين و لا دنيا.
عن سلام بن المستنير عنه (ع) في الآية قال: هو الحسين بن علي (ع) قتل مظلوما و نحن أولياءه والقائم من إذا قام طلب بثأر الحسين (ع). نور الثقلين 3: 162 ح 201
من آثار وعواقب الاسراف الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخر:
_ عدم قبول الحق وتكذيب الانبياء
قال تعالى : واضرب لهم مّثلا أصحب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما ... قالوا طئركم مّعكم أئِن ذكّرتم بل أنتم قوم مّسرفون.يس 13 و 14 و 19
التحسر والندم
قال تعالى : ولا تجعل يدك مغلولةً إلى عنقك ولا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملومًا مّحسورًا. اسراء 29
تقعد ملوما لنفسك وغيرك او موصوفا بما تلام عليه من سوء تصرّف، أو بارتكاب أمر مذموم لا رشد ولا عقل فيه. والحسر هو الانقطاع عن واجبات المعاش أو العرى أو تبقى عريانا لا تقدر على أن تظهر للناس وتعاشرهم وتراودهم. وتكون عاجزا عن تحقيق مطلوباتك .
حرمان الانسان من الوصول الى مقام العبودية لله :
وعباد الرّحمن الّذين يمشون على الأرض هونا ... والّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. فرقان 63 و 67
الحرمان من الهداية الالهية:
... إنّ اللّه لايهدى من هو مسرف كذّاب ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبيّنت فما زلتم فى شكّ مّمّا جاءكم به ...كذلك يضلّ اللَّه من هو مسرف مّرتاب. غافر 28 و 34
عدم الوفاء
وإذا مسّ الإنسن الضّرّ دعانا لجنبه أو قاعدا أو قآئِما فلمّا كشفنا عنه ضرّه مرّ كأن لّم يدعنآ إلى ضرّ مّسّه كذلك زيّن للمسرفين ما كانوا يعملون. يونس 12
فهو في وقت الكرب، يبتهل إلى ربه بالدعاء في جميع أحواله. فإذا فرج اللّه كربه، أعرض عن ذكر ربه، و نسي ما كان فيه كأنه لم يكن فيه قط.
تلك هي سيرة الإنسان الذي لا يعرف اللَّه إلّا في حالات الشدّة، من مرض أو فقر أو غيرهما فإذا هو جزوع ذو دعاء عريض فيلجأ إليه في خشوع وخضوع، في كل حالاته، فيستجيب اللَّه دعاءه.. فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ وأحسّ بالطمأنينة نسي كل شيء ورجع إلى طغيانه وتمرّده، ومَرَّ في طريق الغفلة و النسيان والشهوات مر كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ لكأنه لم تنزل به كروب، ولم يسبق له أن دعانا بإلحاح لكشفها ولم يحصل على نتائج دعائه فلو ذكر دعاءه ربه إلى ضر مسه لكان معتدلا في سلوكه، غير معرض عن ربه، ولكن كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.
فاذا انتهت محنته يعود الى سابق غروره، والى الانهماك في الشّهوات والإعراض عن العبادات عند الرّخاءِ كل ذلك بسبب الإسراف، وبسبب الأعمال السيئة التي كان يقوم بها بدافع الإسراف، فتطبع بها وأعتاد عليها.
يفضي إلى طلب المال بالكسب الحرام
لأنَّ المسرف ربما ضاقت به المعيشة، نتيجة لإسرافه؛ فيلجأ إلى الكسب الحرام، فإذا ضاقت على المسرف أمواله؛ تطلَّب تحصيل المال من وجوه فاسدة، ليخمد بذلك نهمته إلى اللذات
_ الإسراف يجرُّ إلى مذمَّات كثيرة وينتقل من ملذَّة إلى ملذَّة فلا يقف عند حدٍّ من حدود الله.
_ التعرض للمساءلة والحساب عن مصارف ماله.
مصاديق المسرفين
وقد ذكر القرآن جملة من الافراد والجماعات وانهم من المسرفين مثل:
1. بني اسرائيل
قال تعالى : من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرءيل ... ثمّ إنّ كثيرا مّنهم بعد ذلك فىالأرض لمسرفون. مائدة 32
2. فرعون
قال تعالى : ولقد نجّينا بنى إسرءيل من العذاب المهين من فرعون إنّه كان عاليا مّن المسرفين. الدخان 30
3 اقوام الانبياء السابقين كثمود ولوط وغيرهم
كما في قوله نعالى. ولوطا إذ قال لقومه ... إنّكم لتأتون الرّجال شهوة مّن دون النّسآء بل أنتم قوم مّسرفون. اعراف 80 و 81
ومشركو مكّة قال تعالى أفنضرب عنكم الذّكر صفحا أن كنتم قوما مّسرفين. زخرف (43)
خاتمة روائية
علامات المسرف
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما علامة المسرف فأربعة: الفخر بالباطل، ويأكل ما ليس عنده، ويزهد في اصطناع المعروف، وينكر من لا ينتفع بشيء منه .
_ الإمام الباقر (عليه السلام): المسرفون هم الذين يستحلون المحارم ويسفكون الدماء .
- الإمام الصادق (عليه السلام): للمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له، ويأكل ما ليس له .
ليس من الإسراف
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا خير في السرف، ولا سرف في الخير .
الإمام علي (عليه السلام): الإسراف مذموم في كل شئ إلا في أفعال البر